نصائح لتزيد من إنتاجيتك خلال الدراسة
هل سبق وسألت نفسك من قبل، هل صديقك المتوفق ذو الإنتاجية العالية ولد هكذا؟ بالتأكيد لا فهي مهارات يتعلمها كل فرد من خلال تجارب أو من خلال إرادته لتطوير ذاته، ليحقق الكثير والكثير.
وعندما يتعلق الأمر بأنك تريد أن تكون أكثر إنتاجية، فهو أمر سهل للغاية إذ يوجد العديد من الخطط والاستراتيجيات لفعل ذلك..
ولكن الأهم من هذا هو أنت، حيث يجب عليك أن تبدأ في خطو خطوتك الأولى نحو هدفك، في هذا المقال ستساعدك في أولى خطواتك بعدد من النصائح التي ستساعدك على زيادة إنتاجيتك خلال الدراسة.
إدارة الوقت وزيادة الإنتاجية
إدارة الوقت و زيادة الإنتاجية أمران لا ينفصلان عن بعضهما البعض، فإذا كان هناك إدارة جيدة للوقت ستجد ارتفاع في الإنتاجية، وإذا كان هناك إنتاجية جيدة فكان يسبقها إدارة جيدة للوقت.
فإدارة الوقت هي الطريقة التي يتخذها كل شخص يريد إنجاز عدد كبير من المهام أو إنجاز مهامه بشكل أسرع، فكونك تقوم بتنظيم وقتك وتوزيعه على المهام المطلوبة منك يعتبر من إدارة الوقت.
ولكن هل دائمًا ترى نتائج جيدة في الإنتاجية؟
إذا كانت إجابتك بنعم فأنت على بداية الطريق الصحيح، أما إذا كان الجواب لا فهذا يعني أنك ما زالت لم تتعلم كيفية إدارة وقتك بشكل صحيح لتأدية مهامك المطلوبة.
لا تمتم بين نفسك بقولك أنك حاولت ولم تستطع وأن زملائك يستطيعون القيام بإدارة أوقاتهم أفضل منك..
فلا يوجد أحد ولد وهو جيد في إدارة الوقت والقيام بعدد كبير من المهام، بل أن جميعهم مروا بنفس طريقك حاولوا إدارة وقتهم وفشلوا مرة وحاولوا مرة أخرى وهكذا حتى وصلوا إلى هدفهم.
فأنت ترى النتائج فقط ولم ترى كامل الرحلة، لا تقم بإحباط نفسك وحاول أكثر من مرة غير خططك واستراتيجياتك حتي تجد ما يتناسب معك.
وتذكر دائمًا أن أكثر وأفضل ما تمتلك هو الوقت، وأنت وحدك من يحدد كيف يمكن استغلاله بالطريقة الصحيحة، والآن هيا لتتعلم المهارات التي ستساعدك في إدارة وقتك.
مهارات تعلم إدارة الوقت
هناك عدد من المهارات التي ستساعدك على تعلم إدارة وقتك، سيكون الأمر صعبًا في البداية ولكن مع تطبيق المهارات وجعلها عادة يومية لك ينتظر وإذا أنك تعلمت إدارة وقتك وأصبحت أكثر إنتاجية من قبل.
إليك أهم المهارات لتعلم إدارة الوقت:
قم بتحويل نظام يومك إلى عادات
إن جعل المهام اليومية عادات سيجعل من تنفيذها أكثر سهولة من كونها مهام مطلوبة فقط، قم بوضع جدولًا على مدى طويل، ضع فيه كل المهام التي تقوم بها بشكل متكرر وكذلك أيضًا المهام الأقل تكرارًا.
حافظ على القيام بتلك المهام كما يتطلب الجدول، وستجد بعد مدة أنها أصبحت عادات لك تنجزها بشكل أسرع من المعتاد.
لا تستسلم إذا لم تتحسن سريعًا حيث أن الأمر سيستغرق منك الكثير من الوقت، وحسب دراسة تم نشرها في أحد المجلات الأوروبية الخاصة بعلم النفس.
فإنك ستحتاج إلى أكثر من شهرين ليتغير سلوكك إلى ما تريد.
تخلص من العادات السيئة
جميعنا نمتلك عادات سيئة مختلفة من شخص لآخر، فمثلًا هناك من هو بارع في تسويف الوقت وإضاعته في لا شيء..
تخلصك من عادتك السيئة في الفترة التي تتعلم فيها إدارة وقتك، سيساعدك بشكل كبير على الوصول إلى هدفك سريعًا.
كل ما عليك هو تحديد تلك العادة السيئة التي لديك، وقم بوضع خطة للتقليل منها شيئًا فشيئًا حتي تتلاشي وتنتهي.
قم بوضع تقويم خاص بك
قيامك بوضع تقويم خاص بك، سيساعدك بشكل كبير على معرفة أهمية وقتك وتحمل مسؤولية إدارته بشكل صحيح.
أنت أكثر من يعرف المهام التي يجب عليك إنهائها، فلا تقم بإضاعة وقتك وحصر نفسك في الوقت الضائع للقيام بتلك المهام.
لا تنتظر أن تصل إلى الكمال
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها كثير ممن يتعلمون إدارة الوقت، وهي انتظارهم للكمال والمثالية، كأن يقوموا بوضع جدول ويريدون أن تكون نسبة نجاح هذا الجدول أو الخطة 100%.
ومن الطبيعي أن لا تحصل على تلك النسبة من البداية، فأنت في الأساس لا تمتلك لمهارة إدارة، فكيف ستنجح بتلك النسبة من البداية؟
وإذا كنت تعرف كيفية إدارة وقتك جيدًا، إذا لماذا تضع الخطط وتتعلم المهارات؟
إذًا عليك أن لا تنتظر النتائج بشكل كبير، ولا تجعل منها سببًا لإحباطك، كل ما عليك هو أن تحاول وبالتأكيد ستكون هناك نتائج مرضية في النهاية ولكن ليست مثالية.
ابتعد عن تعدد المهام
يعتقد الكثير من الطلاب أن تعدد المهام أمرًا ضروريًا وأنه يعني زيادة الإنتاجية، ولكن هذا تفكير خاطئ جدًا.
حيث أن تعدد المهام له تأثير سلبي على إنتاجية الفرد بشكل ملحوظ، وهذا لا يعني أنك لن تستطيع القيام بعدد كبير من المهام.
لا إطلاقًا، ولكن قيامك بالكثير من المهام في نفس الوقت وانتظارك لزيادة إنتاجيتك هذا محال.
لا أقل لك لا تفعل غير مهمة أو اثنتين!
فقط قم باختيار المهام حسب الأولوية، ولا تقم بالتفكير في أي من المهام الأخرى حتي تنتهي من الوقت الذي قمت بتحديده لإنجاز العمل المطلوب.
سيضمن لك هذا التركيز وعدم تشتت الانتباه وستنهي مهمتك بجودة أكبر.
وسنذكر لك الأثر السلبي لتعدد المهام في الأسطر التالية..
تأثير تعدد المهام على الإنتاجية
في البداية ماذا يعني مصطلح تعدد المهام؟
تعدد المهام هو أن تقوم بعمل أكثر من مهمة في وقت واحد ظنًا منك أن هذا سيزيد إنتاجيتك وإنجازك لمهام بشكل أكبر وأسرع.
والحقيقة هي أن تعدد المهام له تأثير سلبي كبير على الإنتاجية، حيث أن العقل البشري لا يقدر على القيام بعدد كبير من المهام في نفس الوقت، ناهيك عن العقل البشري فهناك العديد من النتائج السيئة التي تترتب على تعدد المهام.
نتائج تعدد المهام السلبية على الإنتاجية:
زيادة معدل التشتت
تذكر تلك المرة التي حاولت فيها بذل مجهود أكبر ومحاولة القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد، ومن ثم شعرت بالتشتت ولم تنه مهمة واحدة من تلك المهام.
والمهام التي أنهيتها لم تكن بالجودة المطلوبة، وكان بها كثير من الأخطاء.
جرب أن تقوم بالتركيز على عمل واحد فقط، قم بإنهائه ثم انتقل إلى عمل أخر وهكذا، حتي يمكنك الابتعاد عن التشتت والتركيز بشكل جيد.
تعدد المهام يقلل من سرعتك
وبالمعني الأدق فتعدد المهام يؤدي إلى ابطائك بشكل كبير، فقط تخيل معي لديك ما يقرب من 5 مهمات تريد القيام بها في نفس الوقت، تحاول كثيرًا ولكن تركيز مشتت بين تلك المهام.
هل ستظل إنتاجيتك عالية؟ بالتأكيد لا، فالتشتت يتبعه عدم تركيز يؤدي إلى الإبطاء من سرعتك وإنجازك لما هو مطلوب منك.
ضعف الوظيفة التنفيذية الدماغية
يؤدي تعدد المهام إلى ضعف بالوظيفة التنفيذية الدماغية، فالتشتت وعدم الانتباه ينتج عنه انخفاض كبير في الإنتاجية وإتمام المهام بسبب حدوث خلل في وظائف الدماغ التنفيذية.
فانتقالك بين المهام الكثير يجعل الدماغ عاجزًا عن اتخاذ القرار بفعل عمل واحد، لذا قم بالتركيز على عمل واحد فقط حتي لا تتعرض لذلك.
ارتفاع نسبة الخطأ
تعدد المهام يؤدي في كثير من الأحيان إلى نسبة كبيرة من الأخطاء، وهذا يرجع أيضًا إلى التشتت الذي ينتج عن المهام المتعددة وعدم التركيز في عمل واحد.
فقد تجد نفسك قد قمت بالخلط بين أمرين، أو قمت بعدد كبير من الأخطاء في عدد من المهام.
لذا لماذا تجعل نفسك عرضه لكل هذا الضغط؟
توقف عن إرهاق عقلك وجسدك فهذا يؤدي إلى ما لا تريده وهو تقليل الإنتاجية.
نصائح لتزيد من إنتاجيتك خلال الدراسة
بالإضافة إلى المهارات التي ذكرناها لتعلم إدارة الوقت والأمور الأخرى التي يجب أن تتوقف عن القيام بها في تعدد المهام، لما لها من تأثير سلبي على الإنتاجية.
هناك بعض من النصائح الأخرى التي ستساعدك في زيادة إنتاجيتك خلال الدراسة، وهي كالتالي:
حدد أهدافك وأولوياتك
إن قيامك بتحديد أهدافك وأولوياتك الدراسية، سيجعل من ترتيب المهام أمرًا في غاية السهولة، وبالتالي كلما أنجزت عملًا مهمًا كلما شعرت بالإنجاز وزادت إنتاجيتك.
قم بإنشاء خطة يومية
تساعدك الخطة اليومية أو الجدول اليومي، على ترتيب مهام اليوم وإنهاء اليوم وأنت منجز لكثير من الأعمال المطلوبة. خطة اليوم يجب أن تشمل جميع المهام اليومية بالإضافة إلى أوقات الراحة أو الخروج، وليست الدراسية فقط.
أبدأ يومك مبكرًا
بداية اليوم في وقت باكر سيساهم في إتاحة المزيد من الوقت أمامك لإنجاز المطلوب منك، احرص أيضًا على القيام بالمهام الكبيرة والمهمة في بداية اليوم.
حيث يكون عقلك أكثر نشاطًا واستجابة، بالإضافة إلى شعورك بالراحة في باقي اليوم بعض الانتهاء من تلك المهام الكبيرة.
أعثر على أوقات ذروتك البيولوجية واستفدت منها
كل شخص لديه وقت معين تكون إنتاجيته فيه عالية، وتركيزه مرتفع، ولكن كيف لك معرفة أوقات ذروتك البيولوجية؟
هناك طريقة يمكنك إتباعها وعي كالتالي:
قم بتقسيم يومك إلى عدد من الفترات الزمنية يتراوح عددها بين 3 إلى 5 فترات زمنية على مدار اليوم، احرص على متابعة نفسك لمدة معينة لنقل أسبوع.
ثم قم بقياس أكثر الفترات التي كنت فيها أكثر نشاطًا وإنتاجية، وبناءًا على ذلك يمكنك استغلال تلك الأوقات لصالحك في الجدول التالي الذي ستقوم بإنشائه.
استخدم طريقة الجبن السويسري
طريقة الجبن السويسري للعالم آلان ليكين والذي وضعها خصيصًا، لهؤلاء الذين يشعرون بالإرهاق الشديد ومن ثم ينتهي بهم المطاف بالتسويف وإضاعة الوقت وعدم إتمام المهام.
وتلك الطريقة هي عبارة عن تقسيم المهام الكبيرة إلى عدد من المهام الصغيرة، والقيام بهم مهمة تلو الأخرى في زمن 15 دقيقة للمهمة الواحدة.
استخدم طريقة بومودورو
وهي تابعة للعالم فرانشيسكو سيريلو الذي اخترعها لتساعد على التركيز وإنهاء المهام بشكل أسرع.
ويمكنك تطبيق تقنية بومودورو كالتالي:
- اختر المهمة التي تريد إنجازها.
- قم بضبط ساعتك على 25 دقيقة، وركز في تلك المهمة فقط.
- بعد الانتهاء خذ قسطًا من الراحة لمدة 5 دقائق، لا تفكر به في شيء.
- قم بتكرار الـ 25 أربع مرات على التوالي.
- بعد الانتهاء من الأربع مرات قم بأخذ قسط من الراحة يتراوح بين 20 لـ 30 دقيقة.
وبتلك الطريقة ستجد نفسك قد أمضيت ساعتين من الزمن، دون الشعور بالتعب أو الإرهاق وقد أنجزت مهمتك بشكل جيد.
استخدم تطبيقات حجب مصادر التشتت
بالتأكيد مصادر التشتت متعددة ولا تنتهي، وهاتفك واحدًا من تلك المصادر، لذا يمكنك استخدام بعض من التطبيقات المصنوعة خصيصًا لمنعك من تضيع وقتك في التنقل بين البرامج على هاتفك.
ستساعدك تلك التطبيقات بشكل كبير.
أمثلة لتطبيقات حجب مصادر التشتت:
- تطبيق Freedom
- تطبيق SelfControl
استخدم تطبيقات إدارة الوقت
أحيانًا في بداية طريقك لتعلم إدارة الوقت لزيادة إنتاجيتك، ستحتاج إلى بعض المساعدة، وهناك عدد كبير من تطبيقات لإدارة الوقت ستساعدك في تنظيم وقتك وإدارته بشكل جيد.
وتلك التطبيقات مثل:
- تطبيق Clockify
- تطبيق Toggl Track
- تطبيق Time Doctor
وهناك الكثير من الأمور التي يمكنك فعلها لإدارة وقتك وزيادة إنتاجيتك، ستكتشفها في رحلتك لتعلم إدارة الوقت و زيادة الإنتاجية، كل ما عليك فعله هو تجربه العديد من الاستراتيجيات والطرق واختيار منها ما يناسبك ويزيد من إنتاجيتك.