جامعة الأزهر الشريف
مميزات الدراسة في جامعة الأزهر الشريف
جامعة و جامع الأزهر الشريف
ورثت جامعةُ الأزهر الجامعَ الأزهر الذي يعود تاريخه إلى العهد الفاطمي، حيث وضع جوهر الصقلي حجر الأساس، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، في 14 من رمضان سنة 359هـ (971م)، وتم تخصيص الأزهر كمسجد رسمي أقامته الدولة منبرا لدعوتها الدينية ورمزا لسيادتها الروحية، وافتتح للصلاة لأول مرة في 5 من رمضان سنة 361 هـ. وسمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها والتي ينتسب إليها الفاطميون.
وقد كان الغرض من إنشائه في بداية الأمر الدعوة إلى المذهب الشيعي، ثم لم يلبث أن أصبح جامعة لنشر المذهب السني، يتلقي فيها طلاب العلم مختلف العلوم الدينية والعقلية، ويرجع الفضل في إسباغ الصفة التعليمية على الأزهر إلى الوزير يعقوب بن كلس، حيث أشار علي الخليفة العزيز سنة 378هـ بتحويله إلى معهد للدراسة، بعد أن كان مقصورًا على العبادات الدينية، ونشر الدعوة الشيعية.
وقد أقيمت الدراسة فعليًا بالجامع الأزهر في أواخر عهد المعز لدين الله الفاطمي، عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن بن النعمان المغربي سنة 365 هـ (أكتوبر 975م)، في أول حلقة علمية تعليمية، ثم توالت حلقات العلم بعد ذلك.
وكانت حلقات التدريس هي طريقة وأساس الدراسة بالأزهر (جامعا وجامعة)، حيث يجلس الأستاذ ليقرأ درسه أمام تلاميذه والمستمعين إليه الذين يتحلّقون حوله، كذلك يجلس الفقهاء في المكان المخصص لهم من أروقته، ولا يتم الاعتراف بالأستاذ ليتولى التدريس إلا بعد أن يجيزه أساتذته طبقا لنظام اختبار كله شفهي في أحد عشر علما، ويصدر له رسم تصدير بالإقراء من الخليفة.
والأزهر (جامعا وجامعة) في نظامه التعليمي هو أول من اخترع نظام المعيد في العالم أجمع، وكان وظيفة المعيد أن يُعيد على الطلاب ما قاله الأستاذ، وكان لابد للطالب الذي يريد أن يلتحق بالتدريس في أن يجتاز الامتحان، وقبل ذلك لابد أن يزكيه عالمان من علماء أعمدة الأزهر الشريف، فإذا زكاه العالمان، تقدم بطلب مصحوباً بالتزكية إلى شيخ الأزهر في تاريخه، فيشكل شيخ الأزهر لجنة مكونة من 6 علماء يرأسهم شيخ الأزهر، ويضاف إليهم عضو سابع إذا ماكان المتقدم يريد الاختبار في المذهب الحنبلي، ويصدر باللجنة قرار من شيخ الأزهر ، بحيث يمثل كل مذهب فقهي شيخان، وكان الاختبار يعقد شفهيًّا ولا يرتبط بمدة محددة، ولكن الطالب يختبر في أحد عشر علمًا وليس أحد عشر كتابًا يجيدها تمامًا شفهيًّا، فإذا أجادها أجيز صار مدرسًا من الحلقة الثالثة، أي يصير أستاذ عمود ثم يترقى بعد ذلك ليكون مدرسًا من الحلقة الثانية.
ولقد وفرت جامعة الأزهر في ذلك التاريخ ما تتنافس عليه الجامعات الآن من نظام الساعات المعتمدة، وطرح المقرر الواحد لأكثر من أستاذ وعلى الطالب الاختيار. وكان يوجد أكثر من متخصص في العلم الواحد، والطالب هو من يختار شيخه، دون أدنى تثريب عليه في أن يجلس هنا أو هناك.. هكذا كان المنهج الاختياري موجودا في الجامعة، وكذلك منهج الاختبار الشفهي، وهو من أفضل أنواع الاختبارات.
ويخطىء مَن يتخيل أن أقدمية الجامعة في الجامع الأزهر لا تنسحب إلى تاريخ إنشائه عام 972هـ، وإنما تنسحب إلى عام 1920م عندما صدر المرسوم الملكي بإنشاء ثلاث كليات، لكن هذا القرار بالمرسوم الملكي يأتي في إطار تاريخي من تطوير التعليم في الأزهر الذي كان طبيعياً أن يتطور في كل زمان.
وقد باشر العلماء في جامعة الأزهر مهمتهم التعليمية على أتم وجه ولم يكتفوا بتعليم العلوم الشرعية فحسب، بل درًّسوا كذلك الفلسفة والمنطق والرياضيات والطب وإن كان على نطاق ضيق في بداية الأمر، حتى أنشأ الحاكم بأمر الله "دار الحكمة"، وكانت النساء تحضر بعض الدروس، وسرعان ما توسعت الدراسة لتشتمل علي علوم الفلك، والحساب، والطب، والعمارة، والجيولوجيا، والتاريخ، وبعض العلوم الاجتماعية، وغير ذلك من العلوم المختلفة، وكان من أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر (جامعا وجامعة): ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي،وموسى بن ميمون والحسن بن الهيثم ومحمد بن يونس المصري، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء أخرجوا للدنيا كلها نتاجًا علميًّا تدين له البشرية حتى يومنا هذا.
وعلى الرغم من تعطل إقامة الخطبة في الجامع الأزهر حوالي مائة عام في عهد الدولة الأيوبية، فإن هناك دلائل تشير إلي استمرار الدروس به علي فترات متقطعة. ويعود الفضل للسلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري في إعادة الخطبة إليه على المذهب السني، حيث قام بتجديده وإعماره، وسرعان ما استرد الأزهر مكانته بوصفه جامعة علمية لها سمعتها الرفيعة في مصر والعالم الإسلامي.
ويعد العصر المملوكي من العصور الزاهرة للأزهر الشريف (جامعا وجامعة)، حيث ذاع صيته، وأخذ مكانته كمركز تعليمي، وزوّد بالمكتبات والكتب النفيسة، إلى أن أصبحت مكتبته واحدة من أكبر وأعظم مكتبات الشرق والعالم، لما حوته من كنوز ونفائس. واستمر إعماره من قِبل عدد من سلاطين المماليك، حتى أصبح المدرسة الأم بالقاهرة، والجامعة الإسلامية الكبرى التي لا تنافسها أية جامعة أخرى في العالم الإسلامي أجمع.
وعلى الرغم من الخمول والجمود الذي حاق بالعلوم والفنون بمصر تحت الحكم العثماني فإن الجامعة الأزهرية ظلت الملاذ الآمن للعلم والمعرفة، كما تصدر الأزهر (جامعا وجامعة) الثورات في فترة الحملة الفرنسية على مصر، ووقوفه مع الشعب في اختيار محمد علي واليًا على مصر.
ففي هذه العقود الطويلة كانت الجامعة المصدر الوحيد لتحصيل العلوم، وتخريج موظفي ومعلمي الدولة في العالم الإسلامي.
وفي العصر الحديث ومع النهضة التي بدأها محمد علي، لم يكن هناك إلا طلاب وخريجو هذه الجامعة ليكونوا نواة للمعاهد التعليمية المختلفة، والتي أنشأت لتكون تعليمًا على النمط الأوروبي الحديث، كما كانوا نواة البعثات التعليمية لأوروبا لنقل المعارف الحديثة.
ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين شهدت جامعة الأزهر بداية إصلاح وتحديث، كان الغرض منه تحويلها لمؤسسة ذات كيان تعليمي يأخذ بالنظم الحديثة، وتزعم عدد من العلماء هذا الإصلاح، تقدمهم الإمام محمد عبده، حيث شكل أول مجلس إدارة لهذه المؤسسة في 6 من رجب سنة 1312 هـ. تلاه صدور القانون رقم 10 لسنة 1911، والذي نظم الدراسة وجعلها مراحل، ووضع نظاما للموظفين، وشروطًا لقبول الطلاب، وكذا نظم الامتحانات، والشهادات، وأنشأ هيئة تشرف عليه تسمى مجلس الأزهر الأعلى.
واستمرارا لتطور هذه المؤسسة العريقة صدر القانون رقم 49 لسنة 1930، والذي أنشأت بمقتضاه الكليات الأزهرية الثلاث، وهي كليات: أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، ونص القانون علي إمكانية التوسع فى إقامة كليات أخرى.
كما أدخلت العلوم غير الشرعية بالمعاهد الأزهرية، مثل: الرياضيات، والعلوم، والدراسات الاجتماعية، لتأهيل الخريجين عند التحاقهم بالكليات الأزهرية المختلفة، ثم تلاه القانون رقم 26 لسنة 1936، حيث استحدثت مرحلة رابعة وهي الدراسات العليا. وتوجت المسيرة بقانون سمي قانون التطوير، وصدر في 5 من يوليو سنة 1961 تحت رقم 103 بشأن إعادة تنظيم الأزهر.. وبمقتضى هذا القانون قامت فى رحاب الأزهر جامعته العلمية التى تضم عددًا من الكليات العلمية لأول مرة مثل كليات: التجارة والطب والهندسة والزراعة، وكذلك فقد فتحت أبواب الدراسة بالجامعة للفتاة المسلمة بإنشاء كلية للبنات ضمت عند قيامها شُعبا لدراسة الطب والتجارة والعلوم والدراسات العربية والإسلامية والدراسات الإنسانية وتتميز الكليات الحديثة والعلمية بجامعة الأزهر عن نظيراتها من الكليات الجامعية الأخرى باهتمامها بالدراسات الإسلامية إلى جانب الدراسات التخصصية.
وقد توسعت نظم التعليم في الجامعة ولم تقف عند حدود المكان والزمان، وانتقلت إلى الوجهة الحديثة والعصرية، ولم تعد رسالتها قاصرة على الوعظ والإرشاد والتعليم، بل انتقلت إلى آفاق أبعد لتكون لها الريادة في البحث العلمي وفي خدمة الأمة الإسلامية والدفاع عن قضاياها، ونشر الإسلام الوسطي في مواجهة تيارات التشدد والتطرف في شتى أنحاء العالم.
وما يزال عطاؤها متواصلا وفياضًا ومستمرًا ببعثاتها الخارجية ووفودها الثقافية التي تقصد شتى الدول الإفريقية والأوروبية والأمريكية والآسيوية وقارة أستراليا، بعد أن أرست عبر تاريخها المديد أسس النظم والتقاليد الجامعية المتعارف عليها والمعمول بها في كل جامعات العالم.
مواصفات الخريج الأزهري
تعتز جامعة الأزهر بالكليات العملية تمامًا كاعتزازها بالكليات الشرعية، لأن لها مهمة كبرى، حيث تعلم الطلاب علوم الدنيا ومعها علوم الدين، ليحملوا رسالة الأزهر للعالمين حيثما حلوا. وينطلق ذلك الاعتزاز على ارتكاز تاريخي طويل، فإن الحسن بن الهيثم عالم البصريات المعروف، درّسّ في الأزهر الشريف محمد بن يونس المصري المتوفى عام 1009م مخترع حساب المثلثات درّسّ أيضاً في الأزهر الشريف.الحسن بن الهيثم المتوفى عام 1039م، وهو عالم البصريات المعروف، بل إن الأزهر الشريف كان يستقبل في جامعه غير المسلمين من علماء العلوم التطبيقية ليدرسوا في الأزهر الشريف كالمصنف اليهودي المعروف موسى بن ميمون الذي كان يعيش في بلاد الأندلس.
فتدريس العلوم العملية والتجريبية بدأ مع الأزهر الشريف في ذات التاريخ الذي بدأ فيه تدريس العلوم العربية والشرعية، كما أن أول دفعة تخرجت في مدرسة الطب في أبي زعبل، وكان عددهم مئة طالب كلهم طلاب الأزهر الشريف، فالطب في مصر عُرف عن طريق طلاب الأزهر الشريف.
وحينما أراد محمد علي باشا أن يبعث البعثات التعليمية لينهض بمصر لم يجد إلا المؤسسة الأزهرية فخرجت منه تسع بعثات تعليمية إلى إيطاليا وفرنسا والنمسا وانجلترا وروسيا وغيرها، وكان أكثر من 70% من أعضاء هذه البعثات أزهريون.. هؤلاء هم الذين عادوا إلى مصر وأسسوا مدرسة الألسن، التي صارت بعد ذلك كلية الألسن، كما أسسوا حر كة الترجمة والمدرسة الفنية العسكرية وغيرها.
والذي أرشد إلى هؤلاء هو الشيخ حسن العطار الذي كتب في الفلك والرياضيات والجغرافيا، وكان شيخاً للأزهر، والشيخ الدمنهوري الذي ألَّف أكثر من 6 كتب في الطب وعلم التشريح كان شيخًا للأزهر، وكان يكتب في أصول الفقه كما يكتب في علم التشريح.
وهكذا كانت جامعة الأزهر حاملة مشاعل التنوير ونبراس نهضة الدولة المصرية الحديثة،فهي قائدة التنوير في كل مكان من العالم الإسلامي، وفي كل زمن إلى حد يسبق زمنه دائماً، وكان خريجوها على مدار التاريخ في قرى مصر والعالم، وفي مدن مصر والعالم، يلجأ إليهم الناسُ من كل صوبٍ وحدبٍ، يحتمونَ بهم، ويستهدون بهديِهم.
الفرص المتاحة والقدرة التنافسية لجامعة الأزهر
وعند الحديث عن الفرص المتاحة والقدرة التنافسية لجامعة الأزهر دون سواها، فهي فرص حصرية، لجامعة الأزهر فقط، لأن الأزهر مطلوب لا طالب، وقلما تجد مؤسسة مطلوبة لا طالبة.. وجامعة الأزهر تتميز عن أية مؤسسة في العالم في أنها تضم طلابًا وافدين من 107 دولة، ولا توجد مؤسسة تعليمية في العالم كله تضم هذه الأطياف والألوان من هذه البلدان إلا في جامعة الازهر،واستضافتها للوافدين على نفقة الأزهر تجاوز أكثر من خمسمائة عام ، وهذا من الفرص المتاحة.
كما أن خريجي جامعة الأزهر مطلوبون في شتى بلدان العالم، وهذا من القدرة التنافسية.
ويصل إجمالي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر إلى 15155 عضو هيئة تدريس، وإجمالي الجهاز الإداري بالجامعة هو 13074 موظف.. كل هؤلاء يخدمون مايقارب 500000 طالب وطالبة، ومنهم الطلاب الوافدون.
وبالجامعة 23 كلية عملية فيها كليات تكرارية، وهذا هو الذي يخرجها في المنافسة إلى الريادة والتميز مع غيرها، فإن كانت مثلاً أي جامعة، تضم كلية طب واحدة فجامعة الأزهر تضم 4 كليات للطب، وإن كانت أي جامعة تضم كلية علوم واحدة، فجامعة الأزهر تضم 3 كليات للعلوم، وإن كانت أي جامعة تضم كلية هندسة، فجامعة الأزهر تضم 3 كليات للهندسة، وإن كانت أي جامعة تضم كلية صيدلة، فجامعة الأزهر تضم 3 كليات للصيدلة، وهناك واحدة تحت الإنشاء في الأقصر، وإن كانت أي جامعة تضم كلية طب أسنان واحدة، فجامعة الأزهر تضم 3 كليات لطب الأسنان، وهناك واحدة تحت الإنشاء في الأقصر.. هذا كله يكشف عن القدرة التنافسية لجامعة الأزهر الشريف حتى على مستوى الكليات العملية.
وإذا كانت الجامعات الأخرى تملك مستشفى جامعيًّا واحدًا فإن جامعة الأزهر تملك 6 مستشفيات جامعية وتقدم خدمة طبية للجمهور ستة أضعاف ما تقدمه أي جامعة أخرى.
هذا كله يضع القدرة التنافسية لجامعة الأزهر على المحك.. ففيها ما ليس في غيرها، بل إن فيها مستشفى افتتح مؤخرًا تبلغ مساحته 124000 متر مربع، وهو أكبر مستشفى على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط، وبه مهبط طائرات.
مناهج جامعة الأزهر وسمات الخريج
إن سمات خريج جامعة الأزهر هي التي تجعله ينافس أي خريج في جامعات العالم، ذلك لأن مناهج جامعة الأزهر تقوم على مرتكزات ثلاثة ليست متوفرة في أية مؤسسة تعليمية في العالم أجمع:
الأول
أن الجامعة تعلم أبناءها علوم المنقول أي القرآن والسنة.
الثاني
تعلمهم علوم المعقول كعلوم الآلة التي تدرب الطالب على حسن الفهم، فيفهم الطالبُ الأزهري النصَّ فهومًا متعددةً لا متعاندة. أما مَن رُبِّيَ على علوم المنقول وحدها، فليس أمامه إلا فهم واحد لا يحيد عنه؛ فيُخَطِّئ غيرَه، بل يكفر غيرَه، وليس هذا في الأزهر الشريف.
الثالث
أن الجامعة تدرس لأبنائها العلوم التطبيقية –إضافة إلى العلوم الشرعية والعربية- فينشأ الطالب الأزهري رشيدًا، لا يخاصِمُ العقلُ عنده النقلَ، ولا يخاصِمُ الدينُ عنده الدنيا، ومِن هنا وُجِد التنوعُ المذهبي.. ووُجِد قبولُ الآخرِ في مصر..
ومن ثم نلحظ أن التعددية وقبول الآخر من سمات المنهج الأزهري فنجدُ في البيتِ الواحدِ مَن يتعبد ربَّه على المذهبِ الحنفي، وآخر على المذهبِ الشافعي، وثالث على المذهبِ المالكي، دون أن يُثَرِّبَ أحدٌ على أحدٍ، ودون أن يُخَطِّئ أحدٌ أحدًا...
هذه التربية على علوم المنقول، وعلوم المعقول، وعلوم الدنيا، تنشيء عقلاً قادرًا على الاستيعاب، قادرًا على مواكبة التطور. ومن هنا، فإن خريجي جامعة الأزهر يتربون على التكامل في فقه النصوص، ويتعلمون أن علوم المعقول هي الأداة التي يتوصل بها إلى فهم النصوص المنقولة على وجهها الصحيح.
وفي كليات الشريعة، يدرس الطلاب منهجًا جديدًا هو: "القضايا المعاصرة" الذي يتناول كل القضايا المستجدة، والرسائل العلمية التي تُسجل في الجامعة تتناول هذه القضايا.. هكذا نشأنا في الأزهر على أن الفقه يكتب في كل زمن، ولا بد أن يكتب في كل زمن فقه يلائمه، كما تؤمن الجامعة أن النصوص محدودة، والوقائع غير محدودة، أي لا بد أن تستوعب النصوص كل الوقائع وكل المستجدات.
وهكذا ظلت جامعة الأزهر تربي أبناءها على المنهج الرشيد، وترتكز إلى أكثر من ألفِ عام.. وقد تلقاّها العَالَمُ كلُّه بالقبول ، لذا بقيت مناهج جامعة الأزهر الوارث الحقيقي لميراث النبوة وعن طريق هذه المناهج أدرك العالم قيمة منهج الإسلام رسالة ورسولا، وعلى متون تلك المناهج تعرف أبناء الدنيا على تاريخ أمتنا وحضارتها ورجالها وأبطالها ومن صنعوا لها المجد. ومن علوم الأزهر وجامعته أخذت المعايير الحقيقية التى يقيس الناس بها نبض الحياة، ويعرفون بها مقياس الصواب والخطأ، ليس فقط على مستوى السلوك الفردي، وإنما معيار الصواب والخطأ الحضاري والثقافي للأمم والشعوب والمجتمعات الإنسانية.
وتبقى جامعة الأزهر هي المرجعية العلمية والأكاديمية للمسلمين وغيرهم فيما يتصل بعلوم الإسلام واللغة والعربية وغيرها من التخصصات الاجتماعية والإنسانية، والتي استطاعت من خلال مخزونها العلمي الأكاديمي والثقافي ومخزونها من البحث العلمي، أن تقدم حلولاً ناجعة للمشكلات التي تهدد المجتمعات الإنسانية في شتى المجالات.
وبالله تعالى التوفيق
أخبار جامعة الأزهر الشريف
01
02
03
مقالات مميزة
اشترك الآن واحصل على رسالة إخبارية أسبوعية تحتوي على مواد تعليمية ودورات جديدة ومشاركات مثيرة للاهتمام وكتب مشهورة وغير ذلك الكثير!